النائب صهيب يصف حديث زميله إسلكو عن واقع الجالية في تونس بأنه خطاب لا يستقيم مع الواقع

أربعاء, 27/08/2025 - 09:55

صديقي وزميلي النائب إسلكو، بعد التحية والسلام عليك وعلى الوالدة الكريمة شفاها الله وأطال في عمرها،

كنت أظن أن المزايدات تبقى حكراً على تعليقات بعض إخوتنا المعارضين على أوضاع الداخل، فإذا بي أفاجأ بك وأنت تجرنا إلى نفس المسرح، ولكن هذه المرة من فوق أرصفة "حي التحرير" بتونس!

يا صديقي، حي التحرير حي شعبي مكتظ، تعترف حتى السلطات التونسية بأنه بؤرة للمنحرفين، ويخشى التونسيون أنفسهم المرور فيه في ساعات النهار، فما بالك بالغرباء. ومع ذلك تريد أن تُحمِّل السفارة الموريتانية وزر أزقته وضوضائه وسلوكيات شبابه الطائشين، وكأن السفارة ينبغي أن تتحول إلى مخفر شرطة أو أن تنصب خيامها في كل ركن من أركان الحي!

الحقيقة، يا زميلي العزيز، أن السفارة الموريتانية في تونس لم تغب يوماً عن خدمة مواطنيها، ولم تقصّر في أداء واجبها، فهي تتابع قضايا الجالية بكل عناية، وتقوم على شؤون المرضى والطلاب والمقيمين. ومن الطبيعي أن يكون السفير في بلده أحياناً في عطلته تماما كما تستفيد أنت من عطلتك الآن، وعندها يتولى القائم بالأعمال مهامه كما ينص العرف الدبلوماسي، وهذا ما جرى بالفعل.

أما تصوير الأمر وكأن السفارة في "غياب تام"، فهو خطاب لا يستقيم مع الواقع. الجالية تعلم أن أبواب السفارة مشرعة أمامها، وأنها لم تتأخر يوماً عن مؤازرة المحتاج أو متابعة قضية طارئة. ولو أنك غادرت حدود حي التحرير قليلاً، ورأيت بأم عينك ما تقوم به السفارة من جهد، لوفرت علينا هذا العتاب العلني.

السفارة ليست وزارة داخلية تونسية حتى تُسير الدوريات في الشوارع، وليست جهاز أمن لتطارد اللصوص والمتسكعين. وظيفتها الدفاع عن مصالح مواطنيها بالطرق القانونية والدبلوماسية، وهو ما بادرت إليه بالفعل من خلال تشكيل لجنة لمتابعة الحوادث بالتنسيق مع السلطات التونسية، والقيام بخطوات عملية لحماية الجالية.

باختصار، يا صديقي، السفارة قائمة بدورها كاملاً، والجالية شاهدة على ذلك، أما تحويل الموضوع إلى "فيلم أكشن" شبيه بما نراه في تكساس أو شيكاغو، فهو مجرد خطاب للاستهلاك الفيسبوكي لا أكثر.

  الداه صهيب : نائب المذرذرة