
شهدت مدينة كيهيدي اليوم انطلاق فعاليات مهرجان الضفة المنظم من طرف وزارة التجارة والسياحة، وسط حضور رسمي لافت تمثل في وزيرة التجارة والسياحة زينب منت أحمدناه، ووزير الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان الحسين ولد امدو ..غير أن الحدث لم يكن مناسبة اقتصادية وثقافية فحسب، بل تحول أيضًا إلى ساحة لإبراز موازين القوى المحلية، حيث سطع نجم الإطار البارز بوزارة الزراعة والوجيه المعروف باب أحمد ولد النقرة.
فقد قاد ولد النقرة وفدًا وازنًا من مقاطعة لكصيبة إلى كيهيدي، ضم مجموعة معتبرة من الوجهاء والمنتخبين، في خطوة قرأها المتابعون كدليل على قدرته على حشد الطاقات ورص الصفوف. ومما جعل هذه المشاركة أكثر تميزًا أنها ضمت عمدتين من أصل عمد أربع بلديات في المقاطعة، هما عمدة بلدية كنكي وعمدة بلدية بتنكل، في اصطفاف واضح خلف الرجل، عكس حجم الثقة التي يحظى بها، وأعطى إشارة قوية على قوة حلفه السياسي في لكصيبة، و المرشح للعب أدوار حاسمة في أي استحقاقات القادمة.
ويرى مراقبون أن هذا الاصطفاف حول ولد النقرة لم يكن وليد الصدفة، بل هو امتداد لدوره السياسي و الاجتماعي المحوري خلال السنوات الماضية، حيث كان من أبرز مهندسي فوز حزب الإنصاف في نيابيات لكصيبة، كما لعب دورًا مركزيًا في تأمين أصوات واسعة للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني خلال الانتخابات الأخيرة، خاصة في المكاتب التي ترتبط بقاعدته الشعبية.
ويتمتع ولد النقرة بمكانة استثنائية في محيطه، فهو شخصية توافقية تجمع بين الوجاهة الاجتماعية والفاعلية السياسية، وتحظى بقبول واسع من مختلف الفئات، واحترام شامل من كافة الفرقاء.. وهو ما يجعله اليوم أحد أبرز الداعمين لمشروع الرئيس غزواني في الضفة، وصاحب كلمة مسموعة في معادلات لكصيبة السياسية.
لقد أظهر مهرجان الضفة الرمزية السياسية والاجتماعية لولد النقرة وقدرته على إعادة رسم خارطة التحالفات في المنطقة، ما يعني أن حضوره اللافت في كيهيدي اليوم قد لايكون سوى بداية لمعادلة جديدة في لكصيبة، تتشكل تحت قيادته، وتعيد ترتيب موازين القوى لصالح الاستقرار السياسي و الوئام الاجتماعي الذي كرسه الرئيس محمد ولد الغزواني.


