
مع بدايات موسم الخريف هذا العام، ارتدت ضواحي مدينة تامشكط حُلّةً خضراء زاهية، حيث انتشرت المناظر الطبيعية الخلابة على مد البصر، مزيّنةً الأرض بألوانٍ تشي بالحياة والنماء. فقد تفتحت المراعي بعد أمطار الخير، لتغدو وجهةً لعشاق الطبيعة ولأهل المنطقة الذين يستعيدون مع هذا الموسم علاقتهم الحميمة بالأرض والمطر.
كاميرا نوافذ وثّقت هذه المشاهد المميزة، حيث بدت القطعان وهي تسرح في فضاءاتٍ رحبة، تستعيد عافيتها على الأعشاب الطرية، في لوحة طبيعية تختزل المعنى الحقيقي لارتباط الإنسان بالمكان. كما رصدت الكاميرا حركة المنمّين وهم يتنقلون بقطعانهم من مرعى إلى آخر، بحثًا عن المراعي الأخصب والأكثر خضرة، في مشهد يعكس تقاليد متجذرة وأساليب حياة متوارثة جيلاً بعد جيل.
ويمثل موسم الخريف بالنسبة لأهالي تامشكط أكثر من مجرد تحول في الطبيعة؛ فهو موسم تجدد اقتصادي واجتماعي، حيث تنشط حركة الأسواق بتزايد الإقبال على المواشي ومنتجات الألبان، كما تتعزز الروابط الاجتماعية من خلال اللقاءات المتكررة في المراعي والبوادي.
وتظل هذه اللوحات الطبيعية، بما تحمله من انسجام بين الإنسان والحيوان والأرض، أحد أبرز ملامح سحر الحياة الريفية في موريتانيا، وخاصة في مدينة تامشكط التي تشتهر بمراعيها الفسيحة وخصوبة أراضيها.