بومديد في الواجهة: الرئيس يوظف المشهد الطبيعي لخدمة السياحة والسياسة

جمعة, 15/08/2025 - 02:42

نوافذ(نواكشوط) ــ نشرت الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية، اليوم، ثلاث صورا جديدة للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، التقطت خلال قضائه جزءًا من عطلته السنوية في مدينة بومديد، مسقط رأسه بولاية لعصابه، مرفقة بتعليق جاء فيه: "في رحاب الوطن… تتهيأ خطى القيادة لمواصلة طريق الازدهار".

الصور، التي أظهرت الرئيس بلباسه التقليدي الموريتاني "الدراعة"، وهو يتجول بين الكثبان، رفقة بعض أفراد عائلته التقطت بزوايا جمالية أبرزت روعة الطبيعة المحلية، حيث بدت خلفية المشهد جبال المنطقة ورمالها الذهبية المتناثرة بالخضرة بعد الأمطار.

 هذا التوثيق البصري اللافت جاء متسقًا مع دعوة الرئيس الأخيرة للوزراء وكبار المسؤولين إلى قضاء عطلاتهم داخل البلاد، دعماً للسياحة الوطنية وتشجيعًا للتعريف بمقدراتها الطبيعية.

رسائل ودلالات

ويرى مدونون ومحللون سياسيون أن اختيار بومديد — مسقط الرأس — يحمل أكثر من رسالة؛ فهو من جهة يعكس ارتباط الرئيس بجذوره واعتزازه بانتمائه المحلي، ومن جهة أخرى يعزز الرسالة الموجهة للمسؤولين والمواطنين حول أهمية دعم الوجهات الداخلية بدل السفر للخارج. كما أن البساطة الظاهرة في الصور، بعيدًا عن المظاهر الرسمية، تعطي انطباعًا بالقرب من الناس وتكسر الحاجز التقليدي بين القائد والمجتمع.

تفاعل جماهيري واسع

التفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي كان كبيرًا، حيث أشاد كثيرون بجمال المشهد ودقة اختيار المكان، معتبرين أن هذه الصور تصلح مادة ترويجية للسياحة الداخلية في موريتانيا. 

واعتبر البعض أن التعليق المرفق من الرئاسة يوحي بالاستمرار في نهج الإصلاح والتنمية، بينما ركز آخرون على رمزية قضاء العطلة في مسقط الرأس، معتبرين أنها دعوة ضمنية لكل مسؤول إلى الاقتراب من مجتمعه المحلي ودعمه.

وبين البعد الرمزي والسياسي، نجحت هذه الصور في إثارة النقاش حول مفهوم السياحة الداخلية كرافعة اقتصادية، وحول قدرة الخطاب البصري على إيصال رسائل سياسية وتنموية بوسيلة بسيطة وفعّالة.