
في إطار فعاليات "الأسبوع الوطني للشجرة" الذي أطلقه فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، وفي لحظة تعانقت فيها الإرادة السياسية مع الوعي البيئي، أدى وفد رفيع المستوى يضم نوابًا من البرلمان، وأطرًا سامية، وقادة رأي، صباح اليوم، زيارة ميدانية إلى مقر الوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير، تعبيرًا عن اهتمام الدولة العميق بقضايا البيئة والتنمية المستدامة.
وقد كان في استقبال الوفد المدير العام للوكالة السيد سيدنا أحمد أعلي، الذي قدم عرضًا وافيًا، نُسجت فقراته من تاريخ حافل بالعطاء والتحدي، حيث تناول فيه نشأة الوكالة، ورؤيتها الاستراتيجية، ومهامها الجوهرية في مكافحة التصحر وتوسيع الغطاء النباتي، وهو جهد وطني يتجاوز حدود التحدي البيئي، ليشكل لبنة في صرح التنمية المتوازنة. وفي معرض حديثه، أكد المدير العام تبني الجمهورية الإسلامية الموريتانية لمبادرة "السور الأخضر الكبير"، مشيرًا إلى دفاعها المستمر عنها في المحافل الإقليمية والدولية، وحرصها على تضمينها في استراتيجياتها الوطنية، باعتبارها رهانًا بيئيًا وتنمويًا ذا أبعاد قارية وإنسانية.
الزيارة لم تكن مجرد وقوف على مشاريع أو استماع لعروض، بل كانت لحظة تلاقٍ بين صناع القرار والخطوط الأمامية لجبهة مكافحة التصحر، حيث عبر أعضاء الوفد عن تقديرهم الكبير للجهود التي تبذلها الوكالة في مجال تنمية الموارد الطبيعية وحماية البيئة. كما أعربوا عن استعدادهم الكامل لمواكبة هذه الجهود، دعمًا للتنمية الخضراء، ومساهمة في بناء وطن يعيش أبناؤه في بيئة سليمة ومستدامة.
وفي مشهد رمزي اختتمت به الزيارة، وزعت الوكالة شجيرات على أعضاء الوفد، ليغرسوها بأيديهم، في رسالةٍ بليغة تؤكد أن حماية البيئة مسؤولية جماعية تبدأ بزرعة وتُبنى بإرادة. كما قام الحضور بالتسجيل في المنصة الإلكترونية للتشجير، التي أطلقتها رئاسة الجمهورية، تعبيرًا عن التفاعل الشعبي والرسمي مع رؤية الدولة لبيئة خضراء ومستقبل أكثر توازناً.
في هذا اليوم، لم تكن الشجرة مجرد كائن أخضر، بل كانت رمزًا للوطن، وامتدادًا لرؤية تنمو في تربة الإرادة، وتسقى بعزيمة الرجال والنساء المؤمنين بحق الأجيال القادمة في بيئة نقية وحياة كريمة.























