نوافذ(نواكشوط) ـــ في قلب السهوب الموريتانية، وتحت أضواء الشموع ووهج الأمل، افتتحت مدينة كيفه مساء البارحة أولى أمسيات النسخة الرابعة من المهرجان الدولي للتمور، في احتفالٍ تجاوز حدود الذوق إلى فسحةٍ من الفنّ والوفاء.
المناسبة تميزت بحضور رسمي لافت ضمّ وزراء الزراعة، والسيادة الغذائية، والتجارة، والسياحة، والثقافة والفنون — السادة: أمم بيباته، زينب بنت أحمدناه، الحسين ولد مدو — اتخذت منذ انطلاقتها طابعًا جماهيريًا بامتياز، حيث غصّ المكان بجمهور المدينة، متعطشًا للفرح، ولأغنية تنبع من التقاليد وتزهر في الذاكرة.
ولأن للفن سحره حين يُلامس الجذور، أطلّ الفنان أماكه ولد دندني بأنامله التي نسجت على أوتار العود موسيقى تراثية خالصة، حملت الحضور إلى عوالم من الطرب النقيّ، مزج فيها بين دفء الماضي ونبض الحاضر.
واختتمت الليلة بوصلة من الحماسة والوفاء قدّمتها فرقة "الراب"، التي لم تكتفِ بإشعال حماس الجمهور، بل حمَلت كلماتها رسائل حبّ لهذا الوطن، مُشيدة بالسياحة الداخلية، ومُثمّنة لدور الجيش الوطني في الذود عن الحوزة الترابية.
كانت كيفه ليلتَها عرسًا من نور، ومهرجانًا للأصالة، ومرآةً تعكس ما يمكن أن يصنعه التمر حين يجتمع بالجمال، وحين يُغنّى له على مسرح الوطن.
