
نوافذ(لعصابه)- في قلب "لعصابه"، حيث تعبق الأرض برائحة النخيل وتغني التمور أنشودتها السنوية، بزغ نجم وزيرة التجارة والسياحة زينب بنت أحمدناه، لا كمسؤولة حكومية تؤدي واجبًا روتينيًا، بل كحضورٍ استثنائي استطاع أن يُطوّق المشهد بأسره، ويحول فعاليات مهرجان التمور إلى مسرح تتألق فيه الوزيرة.
منذ اللحظة الأولى، خطفت بنت أحمدناه الأبصار بخطوة تنبض بالرمزية والذكاء الثقافي؛ فبينما كانت عارضات الحلي يعرضن قطعًا من التراث، اقتربت الوزيرة لتختار "خصراً" – أو "ليّه" كما تُعرف في اللهجة الحسانية – ثم لم تكتف بالاقتناء، بل بادرت بارتدائه في موقف بسيط ظاهريًا، عميق الدلالة فعليًا. وبينما كانت تحاول تثبيت الحلية التقليدية، واجهت بعض العسر، لكنه لم يكن إلا وقودًا إضافيًا جذب مزيدًا من الأنظار، ورسّخ المعنى الذي حملته المبادرة: دعم الاقتصاد المحلي، وتكريم التراث بلمسة أنثوية حاضرة وفاعلة.
ومع انحدار شمس يوم المهرجان، استمرت بنت أحمدناه في رسم فصول تألقها، وهذه المرة على أرض الرماية، حين عانقت بندقيتها ضمن انطلاقة دورة الرماية التقليدية المصاحبة للمهرجان. كان المشهد خاطفًا كقصيدة مفاجئة، أثار ضجة واسعة على منصات التواصل، بين إعجاب وحيرة، بين احتفاءٍ بالرمزية ودهشة من الخروج عن المألوف.
عدسة "نوافذ" كانت هناك، تلتقط اللحظات كما لو كانت تحرس لحظة زمنية لا تُنسى، وتقدمها لمتابعيها كتحفة من الضوء والرمز، تؤرخ لتلك الأيام التي كانت فيها وزيرةٌ واحدة قادرة على جعل المهرجان أكثر من مجرد مناسبة… بل مشهدًا لا يُنسى.



