كرامة "الواتساب" ..وديكتاتورية ولد بنّاهي والتعيين دون مراسيم ...أبرز كواليس مؤتمر الحكومة الأخير

أربعاء, 15/11/2023 - 01:24
الوزراء المشاركون في المؤتمر

نوافذ(نواكشوط) ــ شهد المؤتمر الصحفي المعقب على اجتماع مجلس الوزراء الأخير المنعقد يوم الأربعاء الثامن نوفمبر 2023م عديد الكواليس، رصدت "نوافذ" جانبا منها في التقرير التالي. 

 جيش من المديرين 

كان لافتا أن وزير العمل الاجتماعي صفية بنت انتهاه غزت المؤتمر بجيش من المديرين المركزيين في قطاعها، حيث اصطفوا أمامها شاغلين الصف الأول من المقاعد، ولعل الأكثر غرابة أن جيش "العمل الاجتماعي " لم تكن من بينه المستشارة المكلفة بالاتصال في الوزارة، رغم كونها المعنية المباشرة بالمؤتمر.

ليست تلك هي السابقة الوحيدة التي حملتها بنت انتهاه إلى المؤتمر، وإنما زادت عليها تكليف أحد المديرين معها بملف الاتصال حيث بدا يتحدث مع الصحفيين، ويحاول تلطيف الأجواء قبل دخول الوزيرة إلى القاعة، وهو ما اعتبره عدد من الصحفيين تعديا على صلاحيات مجلس الوزراء الذي له الحق وحده في تعيين المكلفين بالاتصال في الوزارات وإقالتهم، بينما أتاحث الوزيرة لنفسها هذا الحق بالفعل لا بالقوة. 

ديكتاتورية ولد بنّاهي 

من اللحظات الفارقة في النسخة الأخيرة من المؤتمر الصحفي لحظة إجابة الوزير لمرابط ولد بناهي على أسئلة الصحفيين، حيث بدا متوترا للغاية ومنزعجا من هذه الأسئلة، يوزع الأوامر والنواهي وكأنه أمام تلامذته، وهو ما اعترض عليه عدد من الصحفيين ولم يكن رد عليهم لبقا، حيث خاطب أحدهم قائلا " ننهرك بعد" بعدما لاحظ عليه أنه نهره بشدة. 

وبعثت المادة 11 

الوزير الناطق باسم الحكومة الناني ولد اشروقة لوح ببعث المادة 11 سيئة الصيت في تاريخ الصحافة الموريتانية، حينما قال إنهم سيطلبون من الوكالة الموريتانية للأنباء أن تفرض شروطا للولوج للمؤتمر وتفرض على الصحفيين توقيعها، لكن ما غاب عن الوزير أنه بهذا الطلب لا يستعيد المادة 11 فقط، وإنما ينزع صلاحيات زميله وزير الثقافة منه، فالوكالة لا علاقة لها بالقاعة إلا بقدرما توفر جوا ملائما يلتقي فيه الصحفيون بالوزراء بعد كل اجتماع للحكومة، أما الدعوة للمؤتمر وآليات تنظيمه فيدخل في صميم صلاحيات وزير الثقافة. 

كرامة "الواتساب"

بدا من خلال سير المؤتمر أن وزيرة العمل الاجتماعي وجدت في الواتساب فرصة للتواصل مع مستشارها الإعلامي الذي عينته دون مرسوم، حيث بدا منهمكا في كتابة الرسائل النصية بعد طرح الصحفيين لأسئلتهم، بينما كانت الوزيرة في المقابل تتصفح هاتفها وتكتب منه ، وهو ما نظر إليه الصحفيون باعتباره تسريبا للأجوبة للوزيرة، وتندر أحدهم بالقول إن على الوكالة الموريتانية للأنباء أن تقطع الانترنت عن قاعة المؤتمر ــ على طريقة شركات الاتصال أيام الباكلوريا ــ حتى لا تتسرب الأسئلة والأجوبة، وحتى يتمكن الصحفيون والرأي العام من التعرف على قدرات وزرائهم دون رتوش، وتضمن الانتباه اللازم الذي تمليه اللحظة، حيث سيكون من اللامبالاة انشغال مدير مركزي في "شات" وهو في مؤتمر صحفي يحضره وزراء بينهم وزيرته الوصية.  

التواصل عبر الواتساب نجا الوزيرة من شراك الصحفيين، حيث بدت أجوبتها مقتضبة، وكانت وفية للنص، إلا هذه الأجوبة لم تنل رضا النقابات المهنية حيث عبر الاتحاد العام للعمل والصحة بموريتانيا، عن شجبه لتصريحات لوزيرة في المؤتمر ووصف أسلوبها بأنه "تجاوزه الزمن فالعمل النقابي قطع مراحل طويلة ولا مناص من التعامل مع ممثلي العمال".

ودعت النقابة، وزارة العمل الاجتماعي إلى "التعامل مع العرائض المطلبية بالأساليب القانونية المعهودة وعدم الإصغاء لصناع التأزيم في القطاعات الحكومية" ولكم أن تجعلوا خطا عريضا تحت كلمة "صناع التأزيم" فهل كان من بين حضور المؤتمر أحد صناع التأزيم ؟

 

 

 

في الصف الأمام يظهر عدد من المديرين المركزيين بوزارة العمل الاجتماعي جلبتهم الوزيرة معها
في الصورة يظهر أحد المديرين منهمك في "شات " بينما كانت الوزيرة تستقبل وتكتب من هاتفها
المدير يواصل الإرسال
الوزيرة تواصل الاستقبال